فلا مفتي دياري يُعْلِمني بقدومه
ولا الأمير يدري بحالي.
جُلّ الأهل والأصحاب
تهانيهم بالهاتف الجوال
رسالة في الوتساب
وحديثنا فايبر.
أعظم دعوانا ربي اجمع شملنا
وعن الوطن في قابل الأعوام
إلهي ماتحرمنا.
عادات بلادي وتقاليده الجميلة
أضحت في الشتات
محض ذكرى في الكتاب مسطورة
أطفالنا لهم من كل ألوان الشعوب
ملهى وملعب..
وهوية في الفؤاد مرسومة.
صباحات أعيادنا في مصلانا
نتفقد بعضنا بين الجموع
الشوق يجري في الضلوع
والأماني الرائقات..
عندما ننام في الدور وسط الأهل والصحاب ..ويعاني المعتقلون أصناف العذاب. عندما تقرّ أعيننا ببنينا والحنان نسكبه لهم بين الجفن والأحداق ..ويتقلب أبناء المعتقلين على فرش الفراق. عندما ترسل إبنة معتقل الى شيخنا أبو الرشيد، تشكوا له غربة الزمان. عندما يكون الصمت شعار وجهائنا خوفا من جور السلطان. عندما يكون سبب الاعتقال وشاية الأخ والقريب، من أجل حفنة دقيق. عندما تئن الشهامة من هجران الصاحب والصديق. عندما نفدي معتقلينا ببوست وصورة بروفايل ..عندما يكون بيننا وميدان الوغى ألف حائل. فحق للسجون أن تظل في حصون ..وحق للطغيان أن يهنئ في أمان.
إذا ادلهمت الخطوب وصار حال الأنهر النضوب واستعجلت الشمس.. إلى الغروب ووحشة سكنت هاتيك القلوب ***** فأعلم أنه حال عارض والحٌسْن إلى نفسك.. لامحال سيؤوب. فالحُسْن يأنف النفس الغضوب ويأنس بروحك الطَّروب
موسيقى عربة الآيس كريم.. بالأمس تساقط الجليد في حيِّنا، ملئ الطرقات وأغلق مداخل الأبواب فكَسَى من حولنا لباسا أبيضا زاهيا.. لكنني مازلت أحلم بصوت ذلك المطر الأول عند الصِبى...... رأئحة الأرض بعد نزول المطر مازالت تطاردني أينما حَلَلَت وحطيت رحالي، وتهفو نفسي إلى صورة المياه وهي تضرب الأرض وتتساقط على الأشجار وأسقف المنازل وزجاج العربات. أذني لم تزل تطرب بأزيز عربة "الآيس كريم" وهي تطوف حول بيتنا، وذاكرتي اليوم كالبارحة تخفض الجناح للموسيقى المحببة الصادرة عن تلك العربة التي كانت تفرح أفئدتنا الصغيرة وتبهجها. الحياة حلوة في كل مراحلها ومحطاتها، ولكن بعضها تأبى الذاكرة نسيانها وتظل تعلق بها وتلوح في الأفق عند تنفس الصباح أو ساعة أفول الشمس.. آيات من الحكيم المنان. غاب الصبى وولّت أيامه ولكن وجهك حوريتي حوى كل براءة الطفولة عند رؤية عربة "الآيس كريم" وجمع ملامح الأرض عند نزول المطر: بعزفه، وجلجلته، وهزيمه، ودويه، وهتانه.. فسبحان الحكيم المنان.