الأحد، 28 فبراير 2016

موسيقى عربة الآيس كريم..

موسيقى عربة الآيس كريم..

بالأمس تساقط الجليد في حيِّنا، ملئ الطرقات وأغلق مداخل الأبواب فكَسَى من حولنا لباسا أبيضا زاهيا.. لكنني مازلت أحلم بصوت ذلك المطر الأول عند الصِبى...... رأئحة الأرض بعد نزول المطر مازالت تطاردني أينما حَلَلَت وحطيت رحالي، وتهفو نفسي إلى صورة المياه وهي تضرب الأرض وتتساقط على الأشجار وأسقف المنازل وزجاج العربات.
أذني لم تزل تطرب بأزيز عربة "الآيس كريم" وهي تطوف حول بيتنا، وذاكرتي اليوم كالبارحة تخفض الجناح للموسيقى المحببة الصادرة عن تلك العربة التي كانت تفرح أفئدتنا الصغيرة وتبهجها. الحياة حلوة في كل مراحلها ومحطاتها، ولكن بعضها تأبى الذاكرة نسيانها وتظل تعلق بها وتلوح في الأفق عند تنفس الصباح أو ساعة أفول الشمس.. آيات من الحكيم المنان.
غاب الصبى وولّت أيامه ولكن وجهك حوريتي حوى كل براءة الطفولة عند رؤية عربة "الآيس كريم" وجمع ملامح الأرض عند نزول المطر: بعزفه، وجلجلته، وهزيمه، ودويه، وهتانه.. فسبحان الحكيم المنان.


Toronto Fep28.2016

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

ترنيمة الشهيد



ترنيمة الشهيد 


هل تظنون أحبائي طلقات رصاص تخرق الجسد تداعبه

أم شظايا صاروخ يبعثر الأحشاء يدغدغه
وانفصال رأس عن بقيته مِزْقَة كان يلاعبه
والدم تدفق يدندن أوجاعا عبر الجراح مهراقا والجلد أوتاره
فتلك العيون فُقِئَتْ والأرجل انكسرت وقلوب انصهرن لعزة وطن وكرامته

حمل الرأس قربانا ولجلاد اللآم رهن الحياة أيامه
يُمَضِّي لياليه ساهرا ونهاره صراع باغ وأهوال غذائه
من أجل ماذا أتى لفظ الشهيد .. ولأجل ماذا النشئ والشبان دُرِسَه
ألم نرعوي بعد لشرف راح الشهيد ينشده
أوما فطنا مبادئ كانت نصب عينيه ترشده
فهل هذا وذاك له في حالنا قَدْر من الحظ نرقبه
أم قَدَر هو أتانا بغير ما ندري ونحسبه
وهل هو حتم واقع وما لنا فيه يد فنرفعه
أم هو بما جنته أنفسنا بأنفسنا
وما بغيرهما ينجلي الهم ولا مجدا ندركه
برب العرش قومي خبروني أي عرض كان الشهيد بُغيته
واشرحوا لي تفاصيل حق سعى أجل نصرته
وأين أرض حث الخطا لها قدمه
يا بني قومي كيف جفن يستحق نغمضه
وطفل الشهيد ترمقنا عينه
أفينا النشاما فنواري عورته
أم من بيننا شهم يردد مبدأ الشهيد ترنيمته
نادى الأنام ولا مجيب به . . تركوه وحده .. ينازع الرَّوْع  نحيبه
أَلَــمٌُ تفرق بالجسد الطاهر يعاتبه .. تذكر الأُم والأب.. تذكر الأخ والحبيبة
تذكر مسقط الرأس تذكر تسبيح جدته
جالت بناظره ذكريات الصبا وحلّ بالرأس ملعبه
وحُوِّم خاطره بكراس الحساب !! فلم يخط فيه بعد نهايته
تذكر ابن العم . . . أواااااه كم بالنفيس كانت فديته             
        اواااااه كم بالنفيس كانت فديت
القاهرة 21/5/2005


قصيدة ترنيمة الشهيد في اليوتيوب من هنا:ـ



الاثنين، 22 فبراير 2016

صرخة مبحوحة


صرخة مبحوحة




راح عصفور في الحديقة
يتغنى في حنين
طيفه ينفث حزنا وأنين

جرحه الدامي رواية
أشجانه سطّرت
ألف حكاية   
سرت إلىّ آلامه
متقدة
وحوتني آهاته ملتهبة

ألقى على القلب رسالة
هزّته هزا ورجّت كيانه
هاتف الضمير لامه
مضى عبر الحُداء
يطوي زمانه
في بلاد هي موطنه
ان كان اسم الدنيا
التي عاش وطن
وهي داره
اذا دعيت تلك البقاع ديار
عاش يلهو بغير حدود
تحدّه
أو قيود تردّه
آنسى السلوى حرا يطير
يشدو
ما بين الأزهار يروح
يغدو
نال من الخضرة السكون
والسعادة يطلبها حيث تكون
حتى ….
حتى أتته صرخة مبحوووحة
فيها كدر!
رعدة لازمته له منها اثر
ضم جناحيه اليه
واخفض الرأس بحذر
فألقى نظرة يمنى
تبعتها أخرى بالجانب
الأيسر
ثم صار يهزي ..
آآآهِ …
على ورق الأشجار
مالها تساقطت
عجبا للأماني على اثرها
تهاوت
أنا لست من هذا المكان
موطني صار ملك طير
أجاد قنصي فوق الأغصان
وجوارح تهوى اصطيادي
تتبارى كيف تجعلني
طريا وشهيا
وعن فعلها المحتوم رضيا
وان لم اكن هذا ولا ذاك
فقدري المرجو ارتحالي
ثم صار ينتحب ..
صمته صمتٌ
وليله ليلان
ليل ناجى به الموتى

… وعن بعد على غصن يابس
كانت زهرة
ترقب العصفور
والرأس ثقل مجرة
انحنى بها العود
وفاتها الزمن ومرا
لم يغشاها من أمد ماء
ولو قطرة
قلبت ناظريها
حاولت استنطاق فكرة
علها تواسي المقهور
عبر خاطرة حرّة
أيها الذي لم يجد غير العزة
بُدُّ
وأشغلك عن المهانة
همٌ وجدُّ
شَدْوكَ هذا أقوى من ضاريات
الجوارح
والترانيم منك نسمات
في أي ليل كالح
أعدْ لنا المنى بذاك الصداح
ففي ابتسام ثغرك
انبلج الصباح
ليس بالأسى تمحى الجراح
فإذا ردَّدَتْ كلماتك البكم
و حمل الربيع تباشير الصباح
عاودتنا أحلامنا الملاح

20/11/1999
القاهرة

خاطرة

لماذا خرجت أنادي بحقي ورحت أكابد مآسي نبذي ..ورحت أعاني الصعاب
فهل ياترى هدفي منه محض تسالي…وفضاء وقت وانعدام برامج
وهل يبرد قرحة كبدي وحشرجة صدري بعض الهتاف وبعض الصياح ..وبعض الآنين.
17 يوليو 2011

الأربعاء، 17 فبراير 2016

ترانيم عاشق

ترانيم عاشق..

وليلة .. 
طوَّفَت حولي
 لتمحو ما بقى عندي
من الحلم الجميل 
تُشْعِل نيرانا
تذكي بها..
أنَّات الحنين
كل مابدت الآمال
 تبددت،
والدروب تباينت..                                                                            
تشابكت
فكلّما همّت نفسي
 ..وجدته دربا مغلقا 
خلفه سدود تباعدت
إرتريا ……
مالوصال إليك
أصبح حائلا
ياوردة غنَّت بين جنبيها
 وترنَّمت الزُهور
اني أراكي رغم بُعدي
ضاحكة 
بسمة في الشفاه
لحن طير مغرد
أُعدها اياما وليال
رُب يوم
يكون عندك اللقاء
أضم أحبابا الى القلب
نسكب دمعا غزيرا ..
يبلل الأرض
أرضك كم بللها
دما من حر قد انسكب
مالي كلما أبديت لكِ قربا
أبدت لي الأيام بعدا 
فكم رجوت أن اظل بك ساكن
وفي ظلال جودك أمضي وأذهب
لكن هو القدر وحكمه 
رضي المحب أم أبى
آه ……
على ظلم الحبيب
 تاه عنه العدو من القريب
فما جوابك اذا جفاك
 ورضي بعادك
 جهده الا يراك
تمد كَفك له وكلك صدق ومودة
فتلقى كفك القطع
أبدا ما تلقى المحبة
تعدّت كَفك الحدود 
لأنها تمنت أن تعيد 
مواثيق الجدود 
وأن تظل مهما جنى الأهل
 حافظة للعهود
ولأجلهم قدَّمت النفس
بها تجود
رافعة الرأس
 أبدا لا تنحنى لا تحيد
لكنهم ابتدروها بالركل ولفظها ..
 الى البعيد

وطني ……
يا جَنَّة جُن بها الفؤاد 
وفي جِنان جَنَّتها
افترش المراد
كم لحظة تمضي
بذكراك يا أملي
وكم نداء به شدوت 
على النَّغَمَاتِ
 في مهلِ 
به بعثت أشواقي من الاعماقي
الى بلدي ِ
ونقلتها زَهَرَاتٍ زاهيات

قالت الارض …
كُنْ بعيد
هنا زلزال يدمر تاريخ تليد 
ودخانٌ يخنق ما بقى
ويرسم الاطار من جديد
لا .. يا أرض الكرامة 
بل أعود،
يانسمة فاح شذاها
 ولوحة أبدع الفنان فيها 
عبقرية الماضي العريق
فاعجزت العدو من قبل الصديق
..هل تراني هاجر بلدي 
لأمضي كالغريق
باحثا عن ارض .. وارضي تنادي ..
 تعال، هاهنا ارضك !!
ما بك لا تجيب

من هناك انطلق الصوت مناديا 
يا غريييييييييييييب …………….
نادتك الروابي
والتلال
والهضاب
ناداك صخر
 تكسرت أمامه الصعاب
نادتك شمس ترجو المآب
 ناداك بحر 
وأنهار 
وصحاب
نادتك روح إرترية 
تعلوها في الجبال هناك
 همة أبية
وتسبح فيها 
مع الأمواج
 رائحة ندية

عزم الرجال في بلدي 
مبدؤه الفجر
فيه حب وتفاني عال الذكر

اني أرى أسمرا ……
ترقص طاربة 
في كل وعود
يعود لها فيه بعيدا 
وألمح ثغرها الباسم
 وردة تغنت بالنسيم
وعطر سناها فاح
لكأني الآن 
الآآآن … اشم عبيرها 
يُحَرِكُ فيَّ 
عزم للرحيل مُنتشيا
يا من يغني بلدي
أُنشودة بها يزهوا
تحت سمائها الرَّحْب
 فوق جبالها الشم
فهَلاَّ أشجيت فؤاد
قطع الوصال 
فَقُطِّعَتْ حبال هنائه
 ودحرجه الشقاء .. 
فغدا عليلا
أفلا تشفي السقيم بلوحة منك 
من الاوطان.. 
ولوعة حرى

فهذه مصوع...
التي اتخذت البحر قلادة ووشاحا 
وتلك عصب
التي أمدت الارواح حبا
في الافق قد لاحا
وهناك دهلك
التي عبر الخير منها 
والجهل أزاح
وعدي قيح
عروس تزيّنت
 ومدت للعائدين جناح
وأغردات التي 
أبان الابطال عند مصرعهم
 بها الصباح
ولقد عشقت كرن 
وبنقفة ذات الحصون 
تفلت عقلي وراح
فيا للسماء
التي طاولها شعبي فخرا
والرمال رويت
 بدم الاحرار ريّا
والجبال التي
صمد بها الابطال عزا
وأنهر معينها يثلج الصدر
وجِنانا وواحات
يحلوا فيها السَمر
يا لبهائها …
 اني أقْرَأُها 
في أي عين حُرَّة 
تَقْدُم من الأرض التي هويت
يا للزمان !! 
ترى اعود إليها مرة أخرى؟
بلدي ….
هاك مني تذكار
ايحوم بخاطري
وخذه عهد جديد
مهما طالت بي الأيام ..
وتباعدت 
ثم أرقتني
وتراكمت الحدود
لي في رحابك موعد
وفي ظلالك
ركن أكيييييييييييييد
ناثرٌ امضي في نواحيك
حبا و ورووود 
أبحث عن قلبك الودووووود
فأنا من أجل حبك الكبيييير
سأعود …. سأعود …. 
سأعود


*قاهرة المعز بدين الله
 11/10/1997