الاثنين، 22 فبراير 2016

صرخة مبحوحة


صرخة مبحوحة




راح عصفور في الحديقة
يتغنى في حنين
طيفه ينفث حزنا وأنين

جرحه الدامي رواية
أشجانه سطّرت
ألف حكاية   
سرت إلىّ آلامه
متقدة
وحوتني آهاته ملتهبة

ألقى على القلب رسالة
هزّته هزا ورجّت كيانه
هاتف الضمير لامه
مضى عبر الحُداء
يطوي زمانه
في بلاد هي موطنه
ان كان اسم الدنيا
التي عاش وطن
وهي داره
اذا دعيت تلك البقاع ديار
عاش يلهو بغير حدود
تحدّه
أو قيود تردّه
آنسى السلوى حرا يطير
يشدو
ما بين الأزهار يروح
يغدو
نال من الخضرة السكون
والسعادة يطلبها حيث تكون
حتى ….
حتى أتته صرخة مبحوووحة
فيها كدر!
رعدة لازمته له منها اثر
ضم جناحيه اليه
واخفض الرأس بحذر
فألقى نظرة يمنى
تبعتها أخرى بالجانب
الأيسر
ثم صار يهزي ..
آآآهِ …
على ورق الأشجار
مالها تساقطت
عجبا للأماني على اثرها
تهاوت
أنا لست من هذا المكان
موطني صار ملك طير
أجاد قنصي فوق الأغصان
وجوارح تهوى اصطيادي
تتبارى كيف تجعلني
طريا وشهيا
وعن فعلها المحتوم رضيا
وان لم اكن هذا ولا ذاك
فقدري المرجو ارتحالي
ثم صار ينتحب ..
صمته صمتٌ
وليله ليلان
ليل ناجى به الموتى

… وعن بعد على غصن يابس
كانت زهرة
ترقب العصفور
والرأس ثقل مجرة
انحنى بها العود
وفاتها الزمن ومرا
لم يغشاها من أمد ماء
ولو قطرة
قلبت ناظريها
حاولت استنطاق فكرة
علها تواسي المقهور
عبر خاطرة حرّة
أيها الذي لم يجد غير العزة
بُدُّ
وأشغلك عن المهانة
همٌ وجدُّ
شَدْوكَ هذا أقوى من ضاريات
الجوارح
والترانيم منك نسمات
في أي ليل كالح
أعدْ لنا المنى بذاك الصداح
ففي ابتسام ثغرك
انبلج الصباح
ليس بالأسى تمحى الجراح
فإذا ردَّدَتْ كلماتك البكم
و حمل الربيع تباشير الصباح
عاودتنا أحلامنا الملاح

20/11/1999
القاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق