الأحد، 28 فبراير 2016

موسيقى عربة الآيس كريم..

موسيقى عربة الآيس كريم..

بالأمس تساقط الجليد في حيِّنا، ملئ الطرقات وأغلق مداخل الأبواب فكَسَى من حولنا لباسا أبيضا زاهيا.. لكنني مازلت أحلم بصوت ذلك المطر الأول عند الصِبى...... رأئحة الأرض بعد نزول المطر مازالت تطاردني أينما حَلَلَت وحطيت رحالي، وتهفو نفسي إلى صورة المياه وهي تضرب الأرض وتتساقط على الأشجار وأسقف المنازل وزجاج العربات.
أذني لم تزل تطرب بأزيز عربة "الآيس كريم" وهي تطوف حول بيتنا، وذاكرتي اليوم كالبارحة تخفض الجناح للموسيقى المحببة الصادرة عن تلك العربة التي كانت تفرح أفئدتنا الصغيرة وتبهجها. الحياة حلوة في كل مراحلها ومحطاتها، ولكن بعضها تأبى الذاكرة نسيانها وتظل تعلق بها وتلوح في الأفق عند تنفس الصباح أو ساعة أفول الشمس.. آيات من الحكيم المنان.
غاب الصبى وولّت أيامه ولكن وجهك حوريتي حوى كل براءة الطفولة عند رؤية عربة "الآيس كريم" وجمع ملامح الأرض عند نزول المطر: بعزفه، وجلجلته، وهزيمه، ودويه، وهتانه.. فسبحان الحكيم المنان.


Toronto Fep28.2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق